مقامات عربية -3- القذافي

26 نوفمبر

يحكى ان … في البلاد التي عرفت قديما بافريقية, وصارت في ايامنا تسمى الجماهيرية, كان هناك فتى اسمه معمر صار رئيس البلاد الليبية , وكان هذا الفتى يصلي الليل حتى يصير ذو شان وكذلك صلى بالنهار , كان يحلم دوما ان يكون كما كان عمر المختار , لكن الانسان ليس له في القدر من اختيار , فان الله قضى بان يجعل للانسان بين الخلق اعتبار , فجعله بين السبيلين شاكرا او كفورا بايهما اراد واختار , لكن الفتى معمر كان له في القضاء وما اراد الله افكار , ففي زماننا عندما كنا فتيان صغار , سمعنا بانقلاب معمر على الملك وكان برتبة ملازم , وكان في وقته للقضية وللشعب ملائم, وباركه الناس وكان على تحرير فلسطين عازم , فقدم للثورة المال والسلاح وكذا الدعم والرجال , حتى قال الناس سبحان مغير الاحوال ,وصار اسم معمر على كل لسان وحشر في كل الاقوال, واستحق بجدارة على ما فعل لقب معمر العقيد , فانه كان في الحق عنيد , وهو الذي يسميه اهل الشام عتيد , وبدا معمر في كل اقواله صادق ورشيد , فخطب وده القاصي والداني , وارسلت له البركات والتهاني , ولم يكن من احد يعلم ما كان الشعب يعاني , فان كل من كان مثله من الناس ,يصيبه من بينهم قل ان شئت مساس , وان لم تشىء فانه وسواس,يضربه براسه وقلبه الشيطان الخناس , فاول ما خرج به من الجنون على الاناسي , كتابه المخضر ولم يكن لتحريف القران ناسي, فقال برايه ما هز الشامخات الرواسي , وصب على شعبه من افكاره ما ظننت من المآسي , وظن ما شئت من ممسوس معتصم في القصر الرئاسي , ومرت من الاعوام اثنين بعد الاربعين , وهو عن غيه لا يحيد ولا يستكين , والشعب بما نزل به صار فقير ومسكين , وضربه الجوع والخوف وذبح بالسكين , حتى نزل من عند الله القضاء , واذن برفع ما نزل بعباده من البلاء , وما ينزل من عند الله فيه الخلاص والشفاء , فقام من الناس كل صغير وكبير , وعلا بينهم ومنهم التسبيح والتكبير , ونادوا باسقاط الطاغي بقول صريح التعبير , فخرج عليهم بطغيانه , ولم يرعى فيهم انهم اهله واخوانه ,فنعتهم بانهم من القوارض جرذان , وانه لهم قاتل وخذلان , وغاب عن وعيه انهم لله عباد , ولا ينبغي ان يوصفوا بغير ما الله اراد , فالله اكرم الانسان بافصح بيان . وغير ذلك تحقير لما اكرم الرحمن , والويل لمن احتقر ما عظم الديان , فسلط الله عليه من قومه البواسل , وكل من هم للدعاء رافع و راسل , وفي الحرب والقتال كواسر , يقبلون على الموت حواسر , بوجوه الرضى من الرحمن لكنهم عوابس, ودارت بينهم وبينه المعارك فكانت ضوارس , حتى ضج الناس في كل الاقطار , ودعوا الله ان يرفع عن اهل ليبيا كل الاخطار , وان ينعم عليهم بحقهم السلوب , وان يدمر معمر فلم يعد فيهم محبوب, فاستجاب الله لدعاء خالص من القلوب ,اللهم انصرعبادك وانصركل مغلوب , فحشرالله معمر في المجاري داخل انبوب ,وصار كالجرذان وصار للناس مطلوب, فامسك به الثوار ونزل به ما في كتابه مكتوب , فقضى نحبه ضربا بالنعال , بعدما ذاق الهون والاهوال , وسجي للناس وللعبرة جثمانه , وطورد في البلاد اعوانه, وفضح الله اسراره واعلانه, ودمر الله الطاغوت وفرعونه, ولقي معمر ما لقي الجبروت وقارونه ,وتلك عبرة ممن هو للخلق ربه و قيومه , ومصير كل طاغ نار الله وجهنومه,

مقامات عربية -2- الشام

25 نوفمبر

 

زعموا ان والي البلاد السورية , المتحصن في المدينة الشامية, قيل انه كان من روافض الامة العلوية ,والمتسلط على ما فيها من البرية, وكانت له فيها عصابات الكدية(السرقة والنشل) , ومثلهم من جماعات الامن والشبيحة الشيعية, وفرق الجيش وكل من كان حاقدا على الامة السنية,وكان عاليا في الارض مفسدا ,ومن دماء شعبه مخمورا ومعربدا, فلم يترك من بيوت الناس بيتا الا وفيه قتيلا او مشردا,ولم يراعى في العذاب منهم  كبيرا , ولم ينجو من تسلطه عليهم صغيرا , ولم يسلم من الهوان فيهم عزيزا ولا حقيرا,فانه كان قد نشر في البلاد العساكر , وسد بهم كل الضياع والدساكر , وجعل في السجون كل من كان لله ذاكر , ونكل بهم وجعلهم عبرة لكل عاقل  وداكر, وانزل بهم انواع البلايا , فكمم الافواه,واحتقر كل اوآه, فصبر كل على بلواه, وانما تحصل له ذلك , من ابيه الطاغي الهالك , الذي لم يسلم من شره انسان , ولا حتى اقرب الخلان , وقيل انه فعل المجازر, فاصاب كل جاني وحاذر, وما قام له مقام , فيما فعله من الامور العظام , الا انه نادى بالممانعة , ومثلها المقاومة الدافعة , حتى جاء من السنين عام الفين واحد عشر , وما من انسان يعلم ما في القضاء والقدر , وما يغني عن غضب الشعب حذر , فثار الناس في الشوارع والحارات , وهب للنصرة كل من له  ثارات , فنادوا باسقاط النظام , وخرجت التظاهرات بانتظام,وسارت في الطرقات بسلام , فقام الوالي ونادى الامن وكل شبيح , وامرهم بقول جلي و صريح , اجعلوا كل من تظاهر في البلد ذبيح , واجهزوا على كل واحد جريح, فنزلت الفرق والامن وكذا والمدرعات , وحامت في الاجواء طائرات ,واخواتها الصوارخ والحوامات , واطلقوا الرصاص والقنابل والمدافع , واقتحموا المساجد والصوامع , وقتلوا من فيها من ساجد وراكع , واشتدت على الناس الخطوب ,واسرف النظام قتلا وكان دؤوب , وجيىء له بالسلاح والرجال من ايران الفارسية , والدعم ايضا جاء  من الاراضي العراقية , وهب لنصرته من لبنان شيعته , وكانوا معه في النفاق وملته ,وما كانوا عليه او له حرس, بل خافوا ان يسقط مدويا كالجرس ,فيسقط معه حلم هلال الفرس ,فكانوا عن الحق شياطين خرس, وضج الناس مما جرى وبلغ الافاق, وامعن النظام وضيق الخناق ,واجتمعت من الامة الجامعة , وكانت في قراراتها جامحة , ولاسقاطه ربما لم تكن طامحة ,ولم تكن فيما فعلت رابحة , فامهلوه مرة ومرة ثم واحدة اخرى , واتبعوهم باربع فتلك سبعة تترى,اما هو فقد امعن في غيه وافترى , ولم يدري ان ما جاءه من  الوسواس , جبان  ورعديد ثم كناس , وان وسوس في صدور الناس , فانه كذاب وخداع وخناس , لكنه اتخذه من دون الله ربا  وندا, ورضي به من دون الله عونا وسندا,  وقالوا ان اخر المهل الممنوحة للنظام , يوم الجمعة في الواحدة بالتمام, وبعدها ان شاء الله يخزيه الواحد , ويجعله عبرة لكل قاصد , فان الله قد اهلك من قبله الاولين , ثم اتبع على اثارهم الاخرين, وكذلك فعل الله بمن بعدهم من المجرمين.

مقامات عربية -1-

25 نوفمبر
حدثني اخا ثقة والحديث ذو شجون , ولا بد لصاحبه من ضروب البيان والوان الفنون, قال وهو الواثق  من خبره , والعالم بأنباء التاريخ وعبره, انه قرأ في كتاب محكم التأليف, قصة من اخبار فرعون وصاحب القصر المنيف , وذلك ان فرعون الذي حكم في سالف الزمان , وهلك في غابر العصر والاوان , خرج يوما في نزهة في ربوع مصر ,فجال وصال حتى صار الوقت عصر, وبعد ان سار ورتع , وقال واستمع ,راى من  بعيد وعساه كان قريب , قصرا عالي البناء منيف, تحيط به الاشجار فهي عليه لفيف , تغرد فيها  الاطيار والاغصان منها في حفيف, فسال واستغرب , وزاد واستعجب , من بنى تلك الصروح , ومن شيد في الارض بناء غير مسموح, فاخبروه الخبر العجاب , الذي حير اولى الالباب, ان الوزير الكبير , اراد ان يقلد صاحب قصر السدير , فاتخذ لنفسه في الارض من البنيان بروجا , فشيدها وجعل الارتقاء اليها عروجا , فهذا ما ترى , وهذا الذي افترى ,فغضب غضبا لم يغضب  من قيله مثيلا, ولا ينبغي لمن كان في مقامه جليلا,فرغى وازبد , ثم برق وارعد, وزاد تلججا وعبس, وارسل الكلمات كانها شهاب قبس, وقال اينعم عبد ما ليس به انعم ,فالويل له ان كان قد زعم ,   فامر به بالسلاسل مسربلا, وبالقيود مغللا ومثقلا, ثم امر بقطع اليمين والشمال من اطرافه , وبتر اذنه وجدع انفه , ثم اخذ امواله , وصادر املاكه , واستحيى  نسائه , وزاد ان استعبد ابنائه, ثم امر ان يرمى في المزابل فترة , ويترك  لكل عابرعبرة ,فنزلت بالرجل النوائب , وحلت به بعد العزالنواكب , وزارته الرزايا, وشمتت به العدايا ,وصار في المزابل طريح, وهجرته الدنيا بقول صريح, ومرمن الايام  اثنين او ثلاث على الاكثر, حتى مر بالمزبلة طبيب كان للوزير صديق في الزمن الايسر, فسمع انينا كانه صوت انسان ,  فاقترب حتى هاله ما رأى في المكان ,هذا صاحبي هذا من الخلان ,ما الذي جرى وما اصابه في الزمان . فاسرع به الى داره , لعله ينقذ ما به او يخفف من اثاره, ومرت الايام وهو يداوي منه الجروج , ويعالج له القروح , حتى تماثل بعد مدة للعلاج, وصار من حال الى ,فقص لصاحبه الطبيب ما فعله وريث الفراعين , وكان يشتمه ويدعو عليه وكان من الاعنين, وزاد على الفرعون حقدا , بعدما مر من الزمان عقدا, فقد فعل به امرا ادا, وحصل ان عاد الطبيب يوما الى الدار , وكان يحمل لصاحبه احسن الاخبار , وما ان دخل الى بيته حتى فزع مما رأى ثم تعجب  , هذا صاحبه يبكي ثم شهق وانتحب, فاسرع بالسؤال عما جعله في امره محتار , وصير الصاحب في البكاء والنحيب مختار,فاسرع في السؤال عما جرى من الاحوال, فاخبره الصديق  ان الفرعون قد مات, وانه قد علم من صوت كان ينادي بين الحارات ,فانشرحت من الطبيب اسايره, وانبسطت منه معاسرة, وقال لصاحبه من الكلام اياسره,فاخبره بانه علم بالخبر وانه قد جاءه باحسن الانباء ,وان عليه ان يفرح بموت الاعداء , وما ان اتم الطبيب مقاله , واسهب في شرح ما نزل بالفرعون وما كان مآله, حتى نهره الصاحب ومقت منه الفرح بالاتراح, وحضه على كتم السرور والانشراح, فالذي قد مات ذاك من فتح البلاد , وسير الشؤون وحكم العباد, وانعم عليهم سبل الرشاد, فانتفض الطبيب كانه فرخ مذبوح , او كالذي يرى عفريتا مقبوح , وصرخ صرخة كاد ان يسقط بعدها قتيلا,وقال للصاحب بصوت كانه الصراخ والعويلا , ذاك الذي انزل بك اشد المصائب , وجعل منك عبرة لكل راغب وراهب , فاطرق الصاحب واستغرق مليا , وطلب من الطبيب ان يكون به حفيا, واخبره انه هو من كان للفرعون عصيا , وانه كان من الواجب ان يكون  للفرعون وليا , وان يقدم له كل ما ملك هديا , وانه لم يكن في خدمة الفرعون سويا ,وانه ابعد الغوالي  عنه قصيا , وانه استحق ما نزل به و جعله شقيا, وان من نعم الفرعون بان تركه حيا , وان لم يترك له من الدنيا شيا, فبعد ما قال هدأ الطبيب ثم جلس , والنفس اطلق من بعد ما كان حبس , وقال هل كان الفرعون خنس , ام كان يرى الشعب رجس, ام ان الناس يحبون الخناس , ويعظمونه كانه رب الناس , ام انهم يحبون من معه  الدرهم والدينار , وان قتلهم واحرقهم بالنار  , وبعد طول التفكير والتركيز , ادرك انه ما في الارض من عزيز,الا من كان للمال كنيز,وان ديدن الحكام واصحاب المناصب ,ان يطؤا الناس لبلوغ المراتب,

مقامات عربية -1-

24 نوفمبر
حدثني اخا ثقة والحديث ذو شجون , ولا بد لصاحبه من ضروب البيان والوان الفنون, قال وهو الواثق  من خبره , والعالم بأنباء التاريخ وعبره, انه قرأ في كتاب محكم التأليف, قصة من اخبار فرعون وصاحب القصر المنيف , وذلك ان فرعون الذي حكم في سالف الزمان , وهلك في غابر العصر والاوان , خرج يوما في نزهة في ربوع مصر ,فجال وصال حتى صار الوقت عصر, وبعد ان سار ورتع , وقال واستمع ,راى من  بعيد وعساه كان قريب , قصرا عالي البناء منيف, تحيط به الاشجار فهي عليه لفيف , تغرد فيها  الاطيار والاغصان منها في حفيف, فسال واستغرب , وزاد واستعجب , من بنى تلك الصروح , ومن شيد في الارض بناء غير مسموح, فاخبروه الخبر العجاب , الذي حير اولى الالباب, ان الوزير الكبير , اراد ان يقلد صاحب قصر السدير , فاتخذ لنفسه في الارض من البنيان بروجا , فشيدها وجعل الارتقاء اليها عروجا , فهذا ما ترى , وهذا الذي افترى ,فغضب غضبا لم يغضب  من قيله مثيلا, ولا ينبغي لمن كان في مقامه جليلا,فرغى وازبد , ثم برق وارعد, وزاد تلججا وعبس, وارسل الكلمات كانها شهاب قبس, وقال اينعم عبد ما ليس به انعم ,فالويل له ان كان قد زعم ,   فامر به بالسلاسل مسربلا, وبالقيود مغللا ومثقلا, ثم امر بقطع اليمين والشمال من اطرافه , وبتر اذنه وجدع انفه , ثم اخذ امواله , وصادر املاكه , واستحيى  نسائه , وزاد ان استعبد ابنائه, ثم امر ان يرمى في المزابل فترة , ويترك  لكل عابرعبرة ,فنزلت بالرجل النوائب , وحلت به بعد العزالنواكب , وزارته الرزايا, وشمتت به العدايا ,وصار في المزابل طريح, وهجرته الدنيا بقول صريح, ومرمن الايام  اثنين او ثلاث على الاكثر, حتى مر بالمزبلة طبيب كان للوزير صديق في الزمن الايسر, فسمع انينا كانه صوت انسان ,  فاقترب حتى هاله ما رأى في المكان ,هذا صاحبي هذا من الخلان ,ما الذي جرى وما اصابه في الزمان . فاسرع به الى داره , لعله ينقذ ما به او يخفف من اثاره, ومرت الايام وهو يداوي منه الجروج , ويعالج له القروح , حتى تماثل بعد مدة للعلاج, وصار من حال الى ,فقص لصاحبه الطبيب ما فعله وريث الفراعين , وكان يشتمه ويدعو عليه وكان من الاعنين, وزاد على الفرعون حقدا , بعدما مر من الزمان عقدا, فقد فعل به امرا ادا, وحصل ان عاد الطبيب يوما الى الدار , وكان يحمل لصاحبه احسن الاخبار , وما ان دخل الى بيته حتى فزع مما رأى ثم تعجب  , هذا صاحبه يبكي ثم شهق وانتحب, فاسرع بالسؤال عما جعله في امره محتار , وصير الصاحب في البكاء والنحيب مختار,فاسرع في السؤال عما جرى من الاحوال, فاخبره الصديق  ان الفرعون قد مات, وانه قد علم من صوت كان ينادي بين الحارات ,فانشرحت من الطبيب اسايره, وانبسطت منه معاسرة, وقال لصاحبه من الكلام اياسره,فاخبره بانه علم بالخبر وانه قد جاءه باحسن الانباء ,وان عليه ان يفرح بموت الاعداء , وما ان اتم الطبيب مقاله , واسهب في شرح ما نزل بالفرعون وما كان مآله, حتى نهره الصاحب ومقت منه الفرح بالاتراح, وحضه على كتم السرور والانشراح, فالذي قد مات ذاك من فتح البلاد , وسير الشؤون وحكم العباد, وانعم عليهم سبل الرشاد, فانتفض الطبيب كانه فرخ مذبوح , او كالذي يرى عفريتا مقبوح , وصرخ صرخة كاد ان يسقط بعدها قتيلا,وقال للصاحب بصوت كانه الصراخ والعويلا , ذاك الذي انزل بك اشد المصائب , وجعل منك عبرة لكل راغب وراهب , فاطرق الصاحب واستغرق مليا , وطلب من الطبيب ان يكون به حفيا, واخبره انه هو من كان للفرعون عصيا , وانه كان من الواجب ان يكون  للفرعون وليا , وان يقدم له كل ما ملك هديا , وانه لم يكن في خدمة الفرعون سويا ,وانه ابعد الغوالي  عنه قصيا , وانه استحق ما نزل به و جعله شقيا, وان من نعم الفرعون بان تركه حيا , وان لم يترك له من الدنيا شيا, فبعد ما قال هدأ الطبيب ثم جلس , والنفس اطلق من بعد ما كان حبس , وقال هل كان الفرعون خنس , ام كان يرى الشعب رجس, ام ان الناس يحبون الخناس , ويعظمونه كانه رب الناس , ام انهم يحبون من معه  الدرهم والدينار , وان قتلهم واحرقهم بالنار  , وبعد طول التفكير والتركيز , ادرك انه ما في الارض من عزيز,الا من كان للمال كنيز,وان ديدن الحكام واصحاب المناصب ,ان يطؤا الناس لبلوغ المراتب,

نحن والثورات العربية.

21 نوفمبر

الثورات العربية المباركة التي انفجرت في وجه الظالمين من حكام هذه الامة المباركة انما هي احدى تلك الصرخات الثورية المدوية في هذه الارض المباركة  . ومع كل الاختلاف المستعر حول هذه الثورات من حيث طبيعتها وقيادتها وبرنامجها ووصفها , الا انها تبقى تلك الثورة التي زلزلت واسقطت عروش الظلم والجبروت الذي جثا على صدر هذه الامة لعقود, وما زال الامل معقود على ارادة الشعوب وثباتها لاسقاط ما تبقى من منظومة الطغيان المستبد والحاكم بامره, وما نحن بصدده الان وما اثير حوله من اسئلة وشكوك هو موضوع شرعية تلك الثورات وشرعية الخروج على الحاكم , وفي مثل هذه المواضيع تكثر الاقاويل والفتاوى ويدلي كل برايه , وكل حزب بما لديهم فرحون , فهل يجوز الخروج على الحاكم ؟ متى ؟ وكيف؟ومن؟ . مما لا شك فيه ان الله تعالى قد حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده ,وما كان محرما بالامر الالهي المباشر كان النهي عن اتيانه لا يقل عن المحرم حرمة قل ذلك او كثر , الا ترى ان الخمر والميسر قد حرمهما الله وحرم كل ما يؤدي اليهما من قول او فعل او تقرير , وحتى ان الضرورات التي تبيح المحظورات تبيحها بقدرها وضرورتها مع العلم انها تبقى حراما مع اباحتها وانما جعلت لانها ضرورات لا انها مباحات, ومن هنا لا يمكن ان تجد اي مبرر لاي نوع من الظلم مهما كانت الاسباب فالظلم ظلام لان الضوء لا ينفذ اليه باي حال , ولا يجوز السكوت عن الظلم باي حال الا اذا كانت الامور ضمن دائرة لا ضرر ولا ضراروذلك موضوع اخر , والحاكم الظالم لا يجوز السكوت عنه باي حال ومهما كانت اسباب الساكتين معقولة ومنطقية الا انها غير مقبولة ,ويجوز القيام على الحاكم الظالم , واول ما يتبادر الى الذهن في مثل هذه الاحوال سؤال هو متى نقوم على الحاكم اذا كان ظالما ؟ والامر في غاية السهولة و هو اننا اذا كنا نملك القدرة على القيام عليه فلا يجوز السكوت عنه واذا كنا لا نملك القدرة فلا يجوز الخروج عليه, وههنا نتسائل ماهي القدرة الازمة للخروج على الحاكم, ان تلك القدرة مرتبطة بتقييم اهل الحل والعقد في كل بلد باختلاف الظروف والقدرات التي يقدر عليها اهل كل بلد والمقصود باهل الحل والعقد ليس العلماء فحسب وانما اهل الخبرة والمعرفة من القادة واعوانهم وانصارهم ممن لديهم القدرة على وزن الامور بميزانها الصحيح واللازم,وهذا ما يدفعنا الى القول ان الثورات العربية التى نشهدها في هذه الايام  لا تمتلك المقومات الازمة للقيام على الحاكم , وليست الثورة التونسية او المصرية نموذجا يحتذى لانها كانت فلتة وقى الله اهل تلك البلاد من شرها ,والمثال ما جرى في ليبيا واليمن وسوريا , اما كيف نقوم على الحاكم بمعنى انه اذا توفرت القدرة على ذلك فكيف تكون طبيعة الخروج عليه هل تكون ثورة مسلحة ام سلمية ام تكون باسلوب اخر مبتكر , ان اي شكل من اشكال الخروج على الحاكم يجب ان يراعي امورا كثيرة اهمها الا تكون المفاسد التي ستنجم عن التحرك اعظم من ظلم الحاكم , ومنها الا يكون العامة من الناس وقودا لها تحت اي شعار ومن اهم تلك الامور ايضا عدم الاستعانة بالذين  يتربصون بنا سوءا  , ومثل هذه المواضيع يطول الحديث فيها وانما اردنا القاء الضوء على اساسيات لابد منها ويبقى لنا ان نقول من الذي يقوم بمهمة الخروج على الحاكم , فعلى صعيد القادة واعوانهم من شهد له الواقع والتاريخ بصفة القيادة بكل جوانبها او القدر الذي يدفعنا الى الوثوق به بشخصيته واخلاقه وعلمه وثقافته وبرنامجه وتجرده عن المكاسب وغير ذلك من الصفات التي تضعه في موضع القيادة , اما الاتباع فكل من لديه القدرة على العون والمساعدة الا الغوغاء , فانهم ما دخلوا امرا الا قلبوه راسا على عقب  وما لعقوا عسلا الا استحال علقما والتاريخ يشهد والواقع وما امر ليبيا واليمن ببعيد , ان هذا الموضوع الذي نتحدث فيه لا يتناول بهذه العجالة من الاسطر ولسنا في موقع التنظير او التقرير والتحليل وانما كما سبق نتحدث من موقع الاضاءة على بعض الامور التي تفتقد لها الثورات العربية والتي تفقدها الصفة الثورية وتدفعها الى غياهب الغوغائية  والفوضوية , واذا كانت تلك الثورات هي النتيجة الحتمية لعقود من الظلم والاضطهاد فان ما يقع فيها من اهوال ومصائب انما هو الثمن الذي ستدفعه الشعوب التي صفقت وهتفت لحاكم كان يسومها سوء العذاب .

ماذا لو …؟

21 نوفمبر

20 نوفمبر, 2011

ماذا ….لو ؟؟؟؟

 
ماذا لو أن المحتجين في البحرين من السنة , ماذا لو ان الثوار السوريون من الشيعة, ماذا لو ان ايران سنية , ماذا لو ان تركيا شيعية , ماذا لو ان اليمن دلة اوروبية , ماذا لو ان ليبيا تملك حق الفيتو , ماذا لو ان لبنان المصدر الاول للنفط في العالم, ماذا لو ان اميركا دولة افريقية, ماذا لو ان مصر روسيا ,ماذا لو ان روسيا الصين , ماذا لو ان الصين اميركا اللاتينية , ماذا لو ان فرنسا ليبيا, ماذا لو ان قبرص اليابان , ماذا لو ان جيبوتي اليونان, ماذا لو ان العراق كندا , ماذا لو ان تانزانيا اندونيسيا, ماذا لو ان ايطاليا غير موجودة , ماذا لو ان المانيا مخيم خان يونس , ماذا لو ان قطر المكسيك, ماذا لو ان السعودية جزر القمر, ماذا لو ان وليد المعلم نجوى فؤاد, ماذا لو ان ياسر عرفات الام تيريزا,ماذا لو ان اوباما ساركوزي, ماذا لو ان ميركل انجيلينا جولي, ماذا لو كنت انا نيرون , ماذا لو كنت انا هتلر , ماذا لو كنت انا شيخ الازهر , ماذا لو كان هو انا , ماذا لو كنت انت ملاكا , ماذا لو كنت ما تريد , ماذا لو كانت هي هو , ماذا لو كنا اسماكا , ماذا لو كنا ضفادع , ماذا لو كانت البشرية طيورا ,ماذا لو كانت الاحلام واقع ,ماذا لو كان النمل نحلا, ماذا لو كان الاسد (ملك الغابة )قردا, ماذا لو كان الفيل ارنبا , ماذا لو كانت الحية امرأة ,ماذا لو كان الرجل سحابا, ماذا لو كان ابليس شجرة , ماذا لو ان الصحراء جدارا, ماذا لو ان كان البحر اجحارا, ماذا لو ان الماء عسلا , ماذا لو لو لو لو لو ؟؟؟؟؟…….,,,,,,____——++++<<<< اضمن لكم انه لن يتغير من الواقع شيىء فالحياة حياة ولو كانت معكوسة …

لعبة الامم

18 نوفمبر

الاسم والشهرة : القوى العظمى — الاب :مجهول الهوية –اسم الام :هيئة الامم المتحدة– الحالة الاجتماعية: عانس– العمل : الرعاية الاجتماعية–الجنسية:مجلس الامن–مكان الاقامة: دائم العضوية شارع 5 حي الفيتو -الهوايات : افلام دراكولا ورياضة الكرة الطائرة النارية. اما باقي البيانات فتخضع للخط البياني حسب الرصيد السياسي والمالي  والموقع الجغرافي. الامم والدول والشعوب والقبائل والجنسيات والانتماءات والاتجاهات وغيرها تقع تحت خط النظرية النسبية الاممية التي تتحكم في مصائر الكائنات الحية على سطح الارض . فما هو اولويات استراتيجية عند الشعوب الجائعة تجده من الكماليات الترفية في اوروبا وامريكا مثلا , وما يمثل خط الكفاح والنضال عند الدول المتسولة انما هو احتياطي محتسب في رصيد الدول الغنية , انها مصالح وطموحات واستراتيجيات وانياب تقطر من دماء الشعوب المكافحة والمستميتة في سبيل التخلص من سطوة الحكام وهيمنة  الفقر والعوز , والغريب اننا كنا نلقي بالائمة على الاستعمار عند كل عثرة تواجهنا وما زلنا نفعل ذلك ونستبدل اعتقادنا التامري ان الاستعمار قد خرج وترك اعوانه يسوموننا سوء العذاب  نستبدله بالممانعة ومقاومة مشاريع الاستعمار من دون ان ندرك اننا جزء لا يتجزء من المشروع الذي ندعي مقاومته, ولدينا منظومة من المبررات التي من شانها  ان تحمل الاستعمار كل مصائبنا , فما زلنا ندور في فلك المؤامرة والمتامرين , والحقيقة ان زمن الاستعمار قد ولى الى غير رجعة , وما هو حاصل اليوم اننا لم ناخذ حتى اليوم مكاننا بين الامم حتى نشاركهم بتلك اللعبة التي رفعت شعوبهم التى مصاف اسمى مما كانوا ياملون , والحديث عن لعبة الامم موضوع قد لا ينتهي ولا نصل من بين سطوره الى نتيجة وهذه نتيجة حتمية للذين يتلهون بسفاسف الامور ونحن افضل من تلهى وابتكر وابدع طرائق السفه والنفاق , وليس من تجني فيما نقول فواقعنا المزهر في ربيعه ما هو الا دليل قاطع دامغ على اننا اليوم مجرد كرة يتقاذفها لاعبوا الفيتو الفرق البسيط بين اليوم والامس ان الكرة اصبحت اكبر وليس هذا دليل صحة بل هو (اعيذها نظرات منك صادقة ان          تحسب الشحم فين شحمه ورم  ) ,  ودعونا بضرب مثلا وارجو ان اكون مخطا , ربيع تونس انموذج الربيع العربي انتهى بانتخابات حرة ونزيهة والامور من حسن الى الاحسن ان شاء الله , ولكن نحن اليوم امام الدولة المدنية التي نادى بها اسلاميو تونس على اساس دستور يتوافق مع مبادىء الشريعة الاسلامية , وسيكون هذا الدستور ضامن الحياة السياسية وللديمقراطية الموعودة, فمن يضمن القانون ,(والقانون غير الدستور وكثير منهم ومنا لا يفرق ولا نميز ولا نعرف حتى ان ثمة فرق).فما هو مصير كثير من التشريعات البورقبية  , مما هو معروف مثلا تعدد الزوجات و مما هو غير معروف لا نعرف تفاصيله ولكن نعرف انه ات مثل التعاملات البنكية والتراخيص السياحية التي تتعارض في كثير من مضامينها مع الشريعة. مشكلة الفكر الاسلامي ان اربابه توقفوا عند حسن البنا وسيد قطب وغيرهم فماذا يحمل لنا الاسلاميون غير ترديد ما قيل من عقود فاليوم وضع الفكر الاسلامي في موضع -ليس الامتحان – وانما  كلاعب احتياط ملعوب به اذا سجلوا عليه هدف  وارى ان التسجيل ات من امرين الاول : الاندفاع نحو التجربة التركية من دون اعتبار ان الاسلام صالح في كل زمان ومكان فالزمان انما هو الحاضر والمكان مختلف بخصوصياته وعاداته وتقاليده ووووو….فهل ما صلح في تركيا يصلح في غيرها من جهة العموميات نعم اما التفاصيل واعني الفروع فلا   . اما الثاني :  فمن هم في تركيا لديهم المشروع الذي خرج من مخاض تجربة ربما اقل مرارة من تجربة الاسلاميين في العالم العربي لكنها اكثر مرونة واكثر فقها للواقع في الوقت الذي ما زلنا نتناقش في شرعية واهمية فقه الواقع وهذا من اخطر ما يواجه الربيع واهله  ,  نعم نحن مع الاسلام والشريعة ومع الربيع العربي بكل سيئاته ولكن هذه فرصة حتى نكون مع اللاعبين  مثل تركيا فما هو مطلوب ان نعلم ان اللاعبين افيال ووحوش وان لعبة الامم تصنعها الشعوب ويتلهى بها الكبار.

فلسطين….. ارض الله المنسية

16 نوفمبر
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

16 نوفمبر, 2011

فلسطين ……..ارض الله المنسية

 
فلسطين الارض السليبة, المغتصبة والمحتلة,فلسطين السلطة وحماس والمنظمات المسلحة,فلسطين العذراء المنسية ,فلسطين الثوب الممزق الممرغ بدماء الشعوب العربية التي قهرت واستعبدت باسم فلسطين ,اليتيمة البائسة,فلسطين المتوسلة الصارخة بملىء صوتها : دعوني وشأني …. دعوني اشكو لربي ظلم العباد.  في يوم الجمعة الرابع من مايو- ايار – سنة 1948 اعلن بن غوريون قيام دولة الكيان الصهيوني في فلسطين, ومنذ ذلك التاريخ تبنت الانظمة العربية القضية الفلسطينية  من دون تبني الشعب الفلسطيني, وعلى اختلاف الرؤى السياسية والايدلوجية التي ضربت العالم العربي واصابت راسه بالدوار حتى انك ترى الناس سكارى من حب الزعيم او نشوة الانتصار الموعود,الا ان القضية الفلسطينية كانت محور القضايا العربية الداخلية والخارجية على الصعد كافة, حتى اصبحت القضية جراب الحاوي يرمى به ويخرج منه ما احتاجته الانظمة العربية من ادوات قمع وارهاب لتثبيت اركانها وضمان شرعيتها , ولم يتورع اي نظام عربي عن تبني القضية كلما احس باي شيىء يمس وجوده, موجها الى القضية صفعة تضاف لصفعات رسمت على خديها باسم القضية, وجاءت حرب 1973 , هذه الحرب الاكذوبة التي وجهت بدورها اللكمة القاضية لفلسطين ولشعب فلسطين ولمقدس فلسطين, ولقد سلمت القضية بعد الحرب  الاسطورة للانظمة الاكثر قمعية وارهابا , فحكمت باسم فلسطين بالحديد والنار , وتهم العمالة والخيانة كلما اردوا تكميم الافواه , فحكموا البلاد وظلموا العباد , وانتهكوا الاعراض ونهبوا الاموال وسرقوا الثروات كل هذا باسم فلسطين حتي كره الناس فلسطين ومن جاء بفلسطين ,وما فتئت انظمة مثل الانظمة العربية المعروفة باتجارها بفلسطين تصر على انها ام القضية والحامل الامين لها , ودعونا نسالهم من دون اي تجني او افتراء: من دك مخيمات لبنان براجمات الصواريخ  وجعل عاليها سافلها مثل مخيم تل الزعتر ؟ ,من انتصر لقوى العتزال الاسرائيلي في لبنان وانتصر للمشروع الاسرائيلي في لبنان على حساب الشعب الفلسطيني ؟, من ترك مدرعاته واسلحته وفر من المعركة عام 1982 ؟, من اشرف ورعى اتفاق 17 ايار؟ , من قاد حرب تصفية قوى الممانعة في لبنان ولحساب من ؟ مثل المرابطون اخر قوى الممانعة في لبنان, من خطط ومول وقاد حرب المخيمات وذبح الشعب الفلسطيني؟  من استثمر حروب لبنان وتاجر بدماء شعبه وشعب فلسطين؟الاسئلة لا تنتهي فان الجرائم التي ارتكبت باسم فلسطين اكبر واشنع من تختصر باسئلة لن يجيب عليها احد باكثر من قولهم الشائع , الممانعة والمقاومة,فلسطين التي ذبحت بسكين اهلها وسيف الانظمة والشعوب العربية تنادى اليوم وتشكو لربها ظلم العباد,ذبحها ياسر عرفات بسلام الشجعان وها هو عباس يبقر بطنها ويخرج احشائها باسم السلام,وهذا حزب الله ومن معه من المنظمات الفلسطينية الضالة يمتطون ظهر فلسطين ويقودونها قسرا الى بيت دعارتهم  ليسكروا على ايقاع رقصتها الدامية , وماذا بعد ؟ وماذا نريد؟ نريد حلا لفلسطين , وهذا الحل لا ياتي الا بتحقيق خمسة امور اولها : اسقاط جميع الانظمة القمعية المتاجرة بفلسطين وعلى راسها النظام العلوي في سوريا وافساح المجال للشعب السوري لياخذ مكانته في قيادة الامة, الثاني: رعاية الشعب الفلسطيني والارتقاء بمستواه على الصعيد الاجتماعي والتعليمي وتمكينه من حقه في تقرير المصير,الثالث : اسقاط النظام الفلسطني المستسلم ومنظمتة النائمة وتمكين قوى الشعب من اخذ مكانتها الحقيقية في قيادة الثورة, الرابع:انتاج مشروع مقاوم ينسجم مع قيم ومثل الامة بعيدا عن الافكار والقيم التي سادت منذ وقوع النكبة. الخامس : لقد ان الاوان ان نفكر ونعمل ونتحرك باتجاه القضية كأمة لا كدول وشعوب فان قضية فلسطين قضية الامة لا قضية الفلسطينيين , ان على هذه الامة ان تتحمل مسؤوليتها تجاه القضية كأمة جديرة بانتماء الشعوب لقيمها ومثلها . انه لم يعد مقبولا ان تبقى فلسطين تلك اليتيمة في ماوى المشاريع الاستسلامية انها فلسطين , انها ارض الاسراء , انها ارض الله المنسية.                                    
 

 

الهلال الشيعي…..؟

12 نوفمبر

أبرياء كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب ,واطهار كطهارة الفاجرة اخر ليلة حمراء, اولئك الذين قالوا ما لم يفعلوا وفعلوا ما لا يعلموا وعلموا ما لا يفقهوا وفقهوا ما لايفقه ولايسمن ولا يغني من جوع,هؤلاء الذين ما فتئوا يتبرؤون من الهلال الشيعي ومما يدل عليه ومما يوصل اليه ,يتمسكون بوحدة الامة وينادون للوئام والوفاق, والمستمع لاقوالهم وتصريحاتهم يرى انهم من يحمل هم الامة وانهم من اثقل كاهله قضايا الامة والعالم, والحقيقة التي لم تعد تخفى على احد هي ان هؤلاء هم الذين صدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم (اخوف ما اخاف عليكم منافق عليم اللسان)فاي نفاق بعد هذا النفاق واي كذب بعد هذا الكذب , الهلال الشيعي يبدأ من ايران مرورا بالعراق فسوريا فلبنان , فايران شيعية وجنوب العراق شيعي والنظام البعثي القمعي شيعي ولبنان ينتهج اليوم سياسة حزب ايران الشيعي ويقولون لا وجود للهلال الشيعي ويخرج حسن خزي الله معمم حزب اللات والعزى ليتحدث عن الممانعة والمقاومة والنظام المجرم في سوريا ويرغي ويزبد ويهدد اذا مس النظام العلوي البعثي ومن يهدد هذا الرافضي – زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا ابشر بطول السلامة يا مربع- اذا كان يهدد امريكا والغرب فالامر اقرب الى السخرية واذا كان يهدد اسرائيل اما كفاه ما لقيه من الخيبة والهزيمة ام انه صدق كذبة اطلقها بانه انتصر على اسرائيل وغاية حجته ان الاسرائيليين قد اعترفوا بالهزيمه ,سبحان الله ان الملسلمين يعتقدون اعتقادا يقينيا راسخا بان اليهود كاذبون ولو قالوا حقا الا اذا اعترفوا بالهزيمه فنصدقهم لان المنتصر حزب اللات والعزى فهل من سخافة اخف من هذه السخافه, اما اذا كان يهدد العرب وبتعبير ادق العرب السنة فليعلم حزب اللات والعزى ومن لف لفهم انهم اذا قاتلوا اسرائيل فان اسرائيل داست كرامتهم في 2006 ولم يعد من احد يصدق باكذوبة النصر واذا كانوا تطاولوا على الحريري في 2007 فلا يغرنهم ما تنتشي به قلوبهم فان الحريري ومن معه قوم لا يقاتلون ولا علم لهم بالسلاح. اما المنطقة الذي يهدد بزلزلتها بشار الجحش ويهددها حسن خزي الله انما هي منطقة اهل السنة , فهل يرى المهددون انهم كفوء لاهل السنة , التاريخ والواقع يشهدان بانهم خسؤا وياؤوا بالذل والهوان , امة النفاق والكذب هذه لا تتورع عن الجهار بنفاقها ودعونا نناقشهم : لقد دخلت القوات الامريكية الى العراق وامريكا عندكم بتقرير الحاخام الاكبر عندكم هي الشيطان الاكبر ,وكنتم اولياء هذا الشيطان طوال فترة وجوده لكنكم كنتم ضده في لبنان , واليوم تقوم هذه القوات بالانسحاب من العراق بينما يتنطح الحاخام مقتدى العجز بالافتخار بمقاومته للاحتلال فبالله اي مقاومة هذه التي يتبجحون بها وما هي هذه المعادلة التي يتولونها ,عداء في لبنان وولاء في العراق فهل بعد هذا النفاق نفاق , اتقوا الله , على اي حال فان تصريحات الشيعة وتهديداتهم بالويل والثبور تدل على احساسهم بان اللعبة اوشكت على نهايتها ولن النظام البعثي الذي يتقوون به زائل لا محالة فاليحذر الذين يطلقون ابواقهم نصرة لشيعة البحرين بينما تودي تصريحاتهم بسنة سوريا , ونعود الى ما بدأنا به الهلال الشيعي ذلك الحلم الذي يراود حاخامات الشيعة منذ سنين فها هم اليوم يظنون انهم على قاب قوسين او ادنى من تحقيق هذا الحلم الذي يساوي باهدافه وابعاده حلم قيام دولة اسرائيل فهل الحلمين صنوان, واين دعوات الوحدة التي يصمون بها الاذان , ان قيام الهلال الشيعي مساو بكل ابعاده واهدافه للكيان الصهيوني وهذا الحلم الذي يسعى شيعة لبنان وسوريا والعراق وايران لقيامه ويستميتون في الدفاع عن اهم اركانه -النظام السوري- سيبوء بالفشل لسببين :الاول ان النظام السوري ذاهب لا محاله وتداعياته ستصيب الشيعة دون سواهم والثاني ان الامور في ايران لن تبقى على ما هي عليه وما عليه الشيعة اليوم متجه نحو الاختلاف بين المدارس الفقهية في قم والنجف فان الخلاف بين الشيعة العرب والفرس لا يخفى مهما حاولوا اخفاءه, اضف الى ذلك الوضع الايراني الداخلي المتجه نحو الزعزعة , اضف لكل هذا ان الدول العربية ولا اقول السنية لم ولن تقف مكتوفة الايدي,وما على الشيعة اليوم ان يدركوا خطورة المشروع الايراني ويدركوا ان هذا المشروع اخذهم الى الهاوية , وما على الشيعة القيام به ولا بد منه هي الثورة على العمائم الفارسية واسقاط سلطتها والا سياتي ذلك اليوم الذي ينادون فيه ولات حين مناص.

العروبة والاسلام -2-

9 نوفمبر

نعتقد نحن المسلمون ان الاسلام هو دين الله الكامل الذي انرله على نبيه عليه الصلاة والسلام وهو الدين الكامل الذي ارتضاه الله لعباده,والاسلام ليس مجرد شريعة او اخلاق كريمة على نسق منظوم او شعارات تعبر عن مكنون الصياغات العقائدية , الاسلام دين شامل جامع لكل المثل والقيم والنظم التي نادى بها من العقيدة الى الشريعة الى الاخلاق الى فقهيات مرنة في انفعالها مع حركة الحياة ضمن دائرة الاستنباط العقلي او التقرير النقلي,الاسلام ليس ثقافة على حاشية العلوم ولا بقافية تزين القصيدة القومية او نغمة تحرك شعار انشودة الاخلاق عبر الاجيال ,الاسلام هو تلك القوة التي اخرجت وحركت القدرات الانسانية من كهف الظلمة والجهل الى ذلك النور الذي اضاء للبشرية الطريق القويم بهامش زمني لا يتعدى الثلاثة قرون, غير ان المشكلات التي واجهت الاسلام في بداياته الاولى هي نفسها التي تطرح اليوم بثوب من الحداثةوالتحضر, ففي ايامنا يفهم الاسلام على انه تلك الشريعة التي تقطع الايدي وتجلد النساء وتفرضى نمطا متخلفا على كل جوانب الحياة وهو الدين الذي يصادر الحريات ويقمع الحقوق الى اخر منظومة الافتراءات التي تزين مجالس الجاهلين وترسم عناوين الصحف والمقالات ,والغريب ان البديل الحتمي لا يخرج عن مضمون اعتراضهم وافترائهم , فهلا رأوا ان الحدود في الاسلام لا تخرج عن اطار السلطة القضائية وان الحريات لا يمكن ان تكون بمستوى الاباحية بمقاييس الحضارة التي يفهمونها , وعلى اي حال لعل اهم واخطر ما يواجه الاسلام تلك النغمة التي ما فتىء العروبيون يتغنون بها ويتمسكون بها ويضعونها في مواجهة العثمنة حينا والتخلف احيانا والارهاب والانتهازية احيانا اخرى , وهذا اشد خطورة في معركة الاسلام والقوميات , لا شك ان جوهر القضية بين الاسلام والعروبة تحديدا يتلخص في امرين اما الاول في تعريف كل منهما والثاني ليس في الرابط او العلاقة بينهما وانما في قدرة كل منهما على احتواء الاخر, اما التعريف فمهما اختلفنا عليه فاننا نختلف في الفروع لا في الاصول ومهما بلغ الخلاف في التعريف فيمكن الالتقاء عند كثير من المفاصل التي يلتقى فيها الاسلام كدين مع العروبة كثقافة ممتدة لا كهوية قومية بديلة عن الاسلام,ويختلف التعريف باختلاف التوجه السياسي والثقافي وغيره وليس في الاختلاف او الائتلاف كثير فائدة فمن السهل تذليل العقبات ومن السهل الاتفاق , اما الاحتواء , فاي من الاسلام والعروبة قادر على احتواء الاخر , القادر ولا شك هو الذي يمتلك ثلاثة اسس تمكنه من احتواء الاخر وجعله اكثر طواعية في تبعيته للاخر اما الامر الاول :الشخصية الديناميكية المرنة التي تحتضن في شخصها كل المثل والقيم التي تنادي بها القادرة على التعاطي مع كل القضايا المطروحة بانماط متعددة واعني ان الاسلام قادر بشخصيته المعنوية والتشريعية والقانونية والانسانية على التفاعل مع كل القضايا الانسانية على بساط متعدد الالوان اي ان انماط وسبل الحلول ليست واحدةولن كانت تسقى من معين واحد والشاهد تعدد المذاهب الفقهية وغيرهاو هذا يدل على مرونة الاسلام على التعاطي مع القضية الواحدة من اتجاهات متعددة اما العروبة وغيرها فقد فرضت من القوانين والدساتير ما استدعى التغيير والتبديل او الجمود او استعارة الحلول واذا كانت العروبة تحديدا نموذجا من الاخلاق فهل تصلح ان تكون مضمونا يعبر عن هذا النموذج التجربة تقول ان العروبيون لم ينتجوا من العروبة فكرة تستطيع ان تكون بديلا عن الاسلام بل انهم انفسهم استعاروا من الايدلوجيات ما هو معروف , واما الامر الثاني :ان الاحتواء يحتاج الى المبادىءالاكثر طواعية بمعنى ان تكون قادرة ان تعبر عن كل القضايا التي تثيرها الافكار سواء كانت سلبية او ايجابية والتاريخ والواقع يشهد ان المسلمين خاضوا بكل الامور حتى بصفات الله واسمائه والمدقق يدرك القيمة المعنوية لما عرف بفتنة المعتزلة وما نتج عنها وما عليه المسلمون اليوم من اتباع للمذاهب الفقهية واختلافات اجتهادية انما يدل على سعة الاسلام لاحتواء كل الافكار والصياغات التي تصب في دائرة الاجتهاد او قطعي الدلالة , اما العروبة بكل مثلها ومبادئها ان وجدت وان اعتبرناها بديلا عن الاسلام فان الواقع شاهد على اختلافها بين الناصرية مثلا والبعثية والقومية الحزبية اختلافا بينا لا يلتقي الا على اخلاقيات ما اسمنت وما اغنت من جوع فان قيل هي كالروافد تصب في بحر واحد نقول : اذا كانت متماثلة متساوية بطل لزومها الا واحدا وان لم تكن كذلك لزم واحدا دفعا للاختلاف وليس الامر كذلك في الاسلام وان كانت روافده كثيرة الا انها تنبع من مصدر واحد وتصب في مصب واحد, واما ثالثا : فهي القدرة على استيعاب القضايا الانسانية بكل اثقالها وتشعباتها وتاريخ يمتد 1400 سنة يشهد للاسلام بذلك رغم كل ما قد يقال , وكلنا يعلم ان الامور والقضايا التي نواجهها اليوم لا تحتاج الى قيل وقال وتنظير هنا او هناك وانما نحتاج الى نقل مبادئنا ومثلنا وقيمنا من صورتها المثالية المعنوية الى الفعل الواقعي والى الاندماج مجددا والانفعال مع حركة الحياة حتى ننتج حياة انسانية كما راها الاسلام وكما دعا اليها ولا يمكننا ان نتخلص من كل الايدلوجيات الا اذاتحرك الاسلام مثل تلك الحركة التي قام بها عندما انزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم -أقرأ-